الارهاب لا دين له
للحرية ... طريق
بعد إعلان الزيادة .. ننشر أسعار شرائح الكهرباء الجديدة            مضاعفة غرامات سرقات الكهرباء بعد تطبيق الزيادة الجديدة فى يوليو المقبل            معهد الفلك يعلن: رمضان 29 يومًا هذا العام.. وزيادة ساعات الصيام تدريجيًا            المرور: كاميرات مراقبة لرصد المخالفات وإرسالها للسائقين على الهاتف المحمول            
اﻷكثر تصفحـــــاً

Instagram
SMS
هروب الفريق السيسي
جريدة ميدان التحرير - البلد محمود مكاوى - 6 يناير 2014 الساعة 8:00 مساءً
لم يذهب الفريق أول عبدالفتاح السيسي، إلى مكتبه بوزارة الدفاع كعادته مثل كل صباح منذ توليه منصبه الرفيع، لكنه قرر في اليوم الموعود الذهاب إلى مجلس الوزراء، ليتقدم باستقالته من منصبه، راضخًا لضغوط دعوات إعلامية قبل الشعبية.

كانت سعادة رئيس الوزراء بالغة وهو يوقع بالموافقة متمنيًا للفريق التوفيق، ليتجه وزير الدفاع السابق إلى مكتبه للمرة الأخيرة مودعًا جنوده ورجاله، بعد أن أوصاهم خيرًا بمصر وجيشها، وخارطة الطريق التي كان بمثابة مهندسها الأول، عائدًا إلى منزله "مواطن مصري مدني" خلع بذلته العسكرية التي لم تفارقه لسنوات، وأكتسب حق الترشح في انتخابات رئاسية قادمة تسبق البرلمانية.

سريعًا.. انشغل المرشح السيسي بالاستعداد لخوض السباق الرئاسي، ووسط تهليل إعلامي بدأ البحث عن موارد تمويل حملته الانتخابية التي لم تحتاج إلى نفقات باهظة، ليعبر السباق بأقل مجهود وبشفافية مستتراً بغطاء شعبي.

وبعد أداء اليمين، وانقضاء مولد الاحتفالات، وصمت الفضائيات لسويعات، ذهب الرئيس إلى قصره الرئاسي، وقبل اتكائه على كرسيه، أخبره حرسه الشخصي بأن المواطنين الشرفاء يحتاطوا أسوار القصر رافعين مظالم ومطالب لا حصر لها، تبدأ بطلب وظيفة وعلاج، وشكوى من سوء معاملة ضابط بالداخلية، وتنتهي بزوجة تطالبه بتطليقها من زوجها.

لم يشغل الرئيس باله، وبدأ في تنفيذ خطته لإصلاح وإنقاذ بلد غارق في المشكلات يحلم بأن يجعله "أد الدنيا"، تجاهل تظاهرات تطالب بإسقاط الدولة، ليواجه بقوة أحداث عنف وإرهاب، وليصطدم بأجهزة ودول تحاول العبث بمقدرات البلاد، استمر في عمله لا ينام، واثبًا خطوات لتحسين أحوال شعب يعمل قدر استطاعته، لكنه يجلس في الانتظار.

ومع إجراء الانتخابات البرلمانية، جاءت القبة المنتخبة بخريطة برلمانية لايعرفها الرئيس السابق وبرئيس وزراء "مفاجئ"، ليصبح الفريق السابق والرئيس الحالي مجبرًا على شريكه الجديد في إدارة البلاد وفقاً لدستور أقرته خارطة الطريق.

ومع انقضاء الساعات وفرار أيام أولى السنوات الأربع، لم يشعر المواطن رفيق معاناة الأعوام – المتواكل بطبعه- بتحسن كبير، فوزارة التموين لم تقم بصرف الشقة والسيارة والزوجة على البطاقة الشهرية، والأجور مازالت ضعيفة رغم ارتفاعها الملحوظ، وشائعات رفع الدعم أصبحت حقيقة، في ظل محاولات لتوجيهه بشكل صحيح إلى مستحقيه.

لم يتحمل الرئيس السيسي تصاعد أنين المواطنين، ليقرر على الفور خوض حرب "ضروس" ضد فساد ينخر في ضلوع البلاد، ويحرم المواطنين نيل حقوقهم، لتتصاعد المشكلات وتتصدر الأزمات .

وجاءت اللحظة الفارقة، عندما جلس الرئيس وحيدا يشاهد شاشات دفعته إلى الترشح، وأبواق لم تعزف إلا اسمه، بعد إخراس "مهرج الشعب" وصاحب أصدق ميكروفوناته، ليفاجئ بهولاء قد اكتشفوا "بهدوء"، أن ما "يحدث في مصر" من أزمات ورائه الرئيس، صارخين "لازم نفهم" أسباب عدم تنفيذ الفريق السابق لوعود لم يعد هو بها الشعب، ولكن قطعتها على أنفسها برامج "التوك شو"، وهي تحاول إجباره على الترشح، باحثين عن سر عدم تنفيذ " السيسي" لأهداف ثورتي "25 30" حتى الآن.

لم يندهش الرئيس كثيراً، ولكنه استعاد في ذهنه مشهدًا غاب عنه لنفس هؤلاء وهم يمتدحون سلطان "مبارك"، قبل أن يكيلوا للرجل اللعنات، وعرف الرئيس أن الأحزاب والجبهات التي رفعت لافتاتها بالشوارع باحثة عن تأييده ليست إلا "خيالية" لم تنجح حتى في نيل ربع مقاعد "سيد قراره"، ووقفت تطالبه بمساعدتها وسداد فواتير وجوده بالرئاسة التي لم تتحمل نفقاتها.

وهي نفسها الأحزاب التي جلس رجالها لحشد الشعب لتأييد الدستور من خلال شاشات الفضائيات، عاملين بمبدأ "نفع واستنفع"، وكان "النور" الوحيد بينهم المتفاعل في مؤتمرات شعبية وسط الشارع في محاولة للحشد، وليس "الإنقاذ".

ويبقي القول. إن الفريق السيسي ليس أمامه الآن إلا خيار الهرب الذي لم يعتاد عليه من ضغوط هؤلاء، ليتدبر جيدًا موقعه المناسب، هل بقائه محصن بالدستور على رأس جيش الشعب وضامن استقراره أفضل لمصر، أم خوض مغامرة رئاسية قد تفقده قدر من التفاف شعبي وقد ترفعها إلى عنان السماء، أو مالا يحمد عقباه.


**تمتع بمزيد من الاخبار العاجلة عبر خدمة SMS من جريدة "ميدان التحرير:
لعملاء إتصالات أرسل 56 إلى 1666
لعملاء فودافون أرسل ميدان أو 125 الى 9999