جريدة ميدان التحرير - خالد منتصر - 17 فبراير 2014 الساعة 5:55 مساءً

الجوع والعطش والظلام، ثلاثى الرعب الذى ينتظرنا مع سد النهضة الذى، وللأسف، تحتاج مواجهته إلى تكاتف الشعب، كل الشعب، لأن كل الخيارات ستظل مفتوحة فى ظل التعنت الإثيوبى، وللأسف الشعب الآن خارج الخدمة لأن فى صفوفه عدواً داخلياً من خونة وعملاء ومغيبين يضربون الوطن فى الصميم ويطعنونه فى ظهره، وعندما تذكرهم بأهمية التكاتف وبخطورة تمزيق الجيش الذى حتماً سنحتاجه قوياً عفياً، ربما فى حرب مياه قادمة من الممكن أن تنشب فى أى لحظة حين يجف ضرع الوطن ويعطش الناس ويجوع الجميع وتظلم الشوارع فلا تنفع مسيرات أو مظاهرات أو اعتصامات. يا روح ما بعدك روح لا بد أن يكون شعارنا القادم، ما يفعله البعض فى مصر من هيافات وتفاهات التربص على الفيس وتويتر وحوارات الرفاهية واللغوصة على الجزيرة مباشر وكتابات القباحة على جدران المؤسسات كتعبير عن الحرية وترجمة لحق التعبير هى هزل فى موضع الجد، نحن أصبحنا مثل من حُرم من المياه فى صحراء وكل همّه هو الجاكوزى!! مثل جائع خاوى المعدة والوفاض عارى البدن والروح جاف الحلق والجلد وما زال يبحث عن بلاى ستيشن!! لا بد أن نواجه أنفسنا بالحقائق بأننا شعب سينتحر إذا ظل فى هذا التهريج وهذه الميوعة والارتخاء والارتعاش تجاه مشاكله الحقيقية وأمام ببغاوات المخنثين سياسياً الذين عندما نقول لهم: هذا أمن قومى يشمأنطون، وهذه قضية وجود يتأففون، إليكم تلك الأرقام المرعبة حول سد النهضة لعلكم تستيقظون من سباتكم العميق، أرقام لا بد أن نبكى معها دماً لا دموعاً وآسف على خدش أحاسيسكم الرقيقة المرهفة بهذه الأرقام الكئيبة:

■ إثيوبيا بلد وفرة مائية، لا تستخدم من مياهها إلا ما يتراوح بين 5% إلى 10% فقط وهى لا حاجة لها بالمزيد من المياه، فى حين أن مصر لا تتمتع بمواسم أمطار، وللأسف إثيوبيا لا تعترف بأى اتفاقيات أو معاهدات سابقة.

■ مياه نهر النيل، كما يذكر منسق لجنة حوض النيل بحزب الوفد، ينبع 85% منها من الهضبة الإثيوبية عبر النيل الأزرق وأما النسبة الباقية فمن الهضبة الاستوائية عبر النيل الأبيض والتى تطل عليها دول الحوض وهى أوغندا وكينيا ورواندا وبورندى وتنزانيا والكونغو وزائير من خلال بحيرة فيكتوريا وألبرت، ويتواصل النيل الأزرق مع النيل الأبيض فى مساره وحتى جنوب السودان ومروراً بالخرطوم ومنه إلى مصر. ومن ثم فإن حصيلة ما يصب من كل هذه المصادر فى نهر النيل هى «84 مليار متر مكعب» من مياه يتبخر منها حوالى عشرة مليارات فيتبقى «74 مليار» يصل مصر منها «55.5 مليار متر مكعب».

■ ستنخفض حصتنا بما لا يقل عن «15 مليار متر مكعب» لتصبح «40 مليار متر مكعب» فى الوقت الذى تحتاج مصر لزيادة حصتها إلى «62٫5 مليار متر مكعب».

■ خلال ثلاث سنوات سيحجز سد النهضة 74 مليار متر مكعب للوصول إلى المستوى التشغيلى للتوربينات هناك فى إثيوبيا وستهبط بالتالى كفاءة السد العالى عندنا بنسبة 20% على الأقل وستضعف الطاقة الكهربائية إلى ما يقارب 50%.

■ سد النهضة سيتسبب فى تبوير مليون فدان أرض خصبة فى مصر يعنى مجاعة وعطش وظلام، ثلاثى رعب قادم ونحن ما زلنا نتحدث عن طبطبة على إرهابيين ونستنزف وقتاً وجهداً وأعصاباً وأموالاً فى الحوار مع مغيبين تجار سبوبات الدين وبوتيكات حقوق الإنسان، هل ستستيقظون أم على القلوب والعقول أقفال من فولاذ وجرانيت؟ صدقت يا صلاح يا عبدالصبور حين قلت:

رعب أكبر من هذا سوف يجىء

لن ينجيكم أن تعتصموا منه بأعالى جبل الصمت

أو ببطون الغابات

لن ينجيكم أن تختبئوا فى حجراتكم

أو تحت وسائدكم، أو فى بالوعات الحمامات

لن ينجيكم أن تلتصقوا بالجدران، إلى أن

يصبح كل منكم ظلاً مشبوحاً عانق ظلاً

لن ينجيكم أن ترتدوا أطفالاً

لن ينجيكم أن تقصر هاماتكم حتى تلتصقوا بالأرض

أو أن تنكمشوا حتى يدخل أحدكم فى سمّ الإبرة

لن ينجيكم أن تضعوا أقنعة القردة

فانفجروا أو موتوا

انفجروا أو موتوا.



**تمتع بمزيد من الاخبار العاجلة عبر خدمة SMS من جريدة "ميدان التحرير:
لعملاء إتصالات أرسل 56 إلى 1666
لعملاء فودافون أرسل ميدان أو 125 الى 9999