الارهاب لا دين له
للحرية ... طريق
بعد إعلان الزيادة .. ننشر أسعار شرائح الكهرباء الجديدة            مضاعفة غرامات سرقات الكهرباء بعد تطبيق الزيادة الجديدة فى يوليو المقبل            معهد الفلك يعلن: رمضان 29 يومًا هذا العام.. وزيادة ساعات الصيام تدريجيًا            المرور: كاميرات مراقبة لرصد المخالفات وإرسالها للسائقين على الهاتف المحمول            
اﻷكثر تصفحـــــاً

Instagram
SMS
العنوان الذي يحفظه السيسي
جريدة ميدان التحرير - ياسر رزق يكتب: - 4 مايو 2014 الساعة 8:58 صباحاً
كل فرد يريده لنفسه حصريا، وكل مجموعة تريد أن تجذبه تجاهها، لكن ليس مطلوبا منه أن يرضي الجميع، ولو حاول فلن يرضي أحداً

قامت ثورتنا الأولي في برد الشتاء، وقامت ثورتنا الثانية تحت لهيب شمس الصيف، ومازلنا في انتظار حلول ربيع، لاحت تباشيره مرتين علي وجوه جماهير لا يعوزها تصميم ولا تنقصها ارادة.

بعد شهر من الآن، يدخل أول رئيس وطني منتخب مقر الحكم في قصر «الاتحادية»، هو أحد اثنين، إما المشير عبدالفتاح السيسي أو السيد حمدين صباحي.

هناك من يسعون بكل ما أوتوا من طاقة وتمويل، ألا نبلغ هذا اليوم. معركتهم الأخيرة هي منع إقامة انتخابات رئاسة الجمهورية بأي ثمن ولو كان تمزيق الوطن أشلاءً وشظايا، وبأي وسيلة ولو كانت التخريب والاغتيال.

تعودت أن أتدثر بالقلق لأتقي شر الغفلة، وأن استظل بالحذر درءاً لمخاطر مفارق الطرق, لكن في هذه المرة، ومع القلق الواجب والحذر المطلوب، يقر في وجداني يقين، بأن معركتهم خاسرة ورهانهم خائب، فمن ذا الذي يقدر علي ان يكسر إرادة الشعب المصري؟!، ومن ذا يظن- غير الواهمين- أن تفجيرات إرهاب مهما كانت مواقعها، ورصاصات غدر أيا كان ضحاياها، يمكن أن تصد هذا الشعب عن سبيله الذي اختاره لنفسه ولا يرضي عنه بديلا؟!

واذا كان الزعيم التشيكي الراحل ألكسندر دوبتشيك قال منذ 46 عاما قولته المأثورة: «تستطيع أن تدوس علي الأزهار، لكنك لا تستطيع أن تؤجل الربيع»، فإننا في مصر نعرف أن رياح الخماسين تؤذن بحلول الربيع!

الأسابيع الثلاثة المقبلة، قبل فترة الصمت الانتخابي، التي تسبق يومي التصويت في 26 و27 مايو الحالي، هي فرصة لنقاش وطني واسع حول المستقبل، أساسه ما سوف يطرحه المرشحان المتنافسان علي منصب الرئيس من أفكار وخطط وبرامج، وهي أيضا فرصة لاستحضار رؤي ومقترحات ومشروعات خبراء وعلماء بحت أصواتهم في عهود سابقة، وهم يشيرون إلي منافذ للخروج من أزمات مزمنة ، دون أن يجدوا سوي آذان صماء وعقول منغلقة.

أما الذين يتململون من طول انتظار، شوقا لسماع «رجل الأقدار» يتحدث، ربما غاب عنهم أن «رجل الالتزام» ما كان له أن يتكلم قبل بدء فترة الحملة الدعائية رسميا احتراما للقانون والقواعد. وعلي كل «حال» فسوف يرتوي ظمأهم خلال الاسابيع الثلاثة للحملة، بدءاً بكلمة متلفزة تذاع اليوم، يعرض فيها بالصراحة والوضوح المعروفين عنه، رؤيته لمستقبل البلاد وسبل النهوض بها وأولوياته في الحكم لتحقيق ما يري أنه «الحلم المصري»، ثم يجري سلسلة من اللقاءات التليفزيونية المطولة والحوارات الصحفية ليجيب عن استفسارات وتساؤلات الرأي العام.

لا أضيف جديداً، لو قلت، إن كل المؤشرات في هذه اللحظة ترجح فوزاً مريحاً للمشير عبدالفتاح السيسي، ولا يقلل من احترامي للأستاذ حمدين صباحي، لو قلت، إن ضرورات اللحظة- في تقديري- تتطلب وجود السيسي علي رأس الدولة المصرية، وغير ذلك- لو قلته- لكان انتحال مواقف وتلفيق أسباب.

يتجه عبدالفتاح السيسي إذن لدخول قصر «الاتحادية» بعد ثلاثين يوما من الآن، وبالقطع قبل الخامس من يونيو المقبل، كأول رئيس وطني منتخب.

يبدو السيسي منذ قرر خوض الانتخابات سائراً علي حبل مشدود، تحت أضواء كاشفة مبهرة، أمام أنظار عشرات ملايين، يرصدون النفس والكلمة والوقفة والحركة والخطوة، ويحسبون الإشارة والإيماءة وحتي البسمة!

إذا قابل فرداً غضب آخرون، إذا التقي مجموعة غضبت جماعات، إذا تحدث عن عدالة اجتماعية تأبط الأغنياء شراً، إذا استمع إلي رجال أعمال ترددت التساؤلات عن حقيقة انحيازاته، إذا تكلم عن عدم الإقصاء سرت شائعات عن قنوات اتصال خلفية بينه وبين الإخوان، وأثيرت شائعات أخري عن تربيطات تجري مع رموز نظام مبارك. إذا اختار هيئة استشارية لحملته من شخصيات محترمة تنتمي لألوان الطيف السياسي المدني، تساءل البعض لماذا هؤلاء دون سواهم، ولو كان جاء بغيرهم ما تغير السؤال!

مأزق السيسي أنه بطل شعبي، ومناط أمل للملايين.

كل فرد يريده لنفسه حصريا، وكل مجموعة تريد أن تجذبه جذبا تجاهها دون غيرها.

ليس مطلوبا من السيسي أن يرضي الجميع، ولو حاول فلن يرضي أحدا.

أظن السيسي يحفظ مشاكل مصر عن ظهر قلب، أظنه قد رتب أولوياته في ثلاثة عناصر متلازمة، هي محاربة الفقر ومقاومة الفساد وتعزيز التحول الديمقراطي. أحسبه يعرف طريقه جيداً نحو المقصد الذي حددته الجماهير في ثورتين.

ولعله الآن يعكف علي اختيار معاونيه وأعضاء فريقه الرئاسي، من الذين ينظرون إلي المسئولية كالتزام وطني، لا كمكافأة علي مواقف أو أدوار.

إذا قدر للسيسي أن يدخل إلي قصر الاتحادية في مطلع الأسبوع الأول من يونيو، فإن الكثيرين يتوقعون منه أن يعلن في كلمته بمناسبة العيد الأول لثورة 30 يونيو عن تدشين مشروع غير تقليدي لمكافحة الفقر والقضاء علي الظلم الاجتماعي، والأفكار كثيرة وهو علي علم بها.

أمام الرئيس المحتمل عبدالفتاح السيسي أربعة شهور علي الأقل يتمتع فيها بصلاحيات السلطتين التنفيذية والتشريعية قبيل انتخاب مجلس النواب الجديد، يمكنه خلالها أن يقطع خطوات واسعة علي طريق تحقيق «الحلم المصري»، مسلحا بتأييد شعبي لم يحظ به حاكم مصري علي الإطلاق عند توليه السلطة.

لا نملك ترف التعامل مع الرئاسة المحتملة للسيسي علي أنها تجربة قد تنجح وقد تفشل، فالوطن لا يحتمل تجارب فاشلة جديدة.

ليس أمامنا إلا الدفع بكل قوة لإنجاح رئاسة السيسي المتوقعة للبلاد، لأن البديل هو سقوط الدولة وشيوع الفوضي.

طريق النجاح كما قال لي السيسي عنوانه: «أفكار مبدعة وإدارة رشيدة»، وأظنه يعرف العنوان.



**تمتع بمزيد من الاخبار العاجلة عبر خدمة SMS من جريدة "ميدان التحرير:
لعملاء إتصالات أرسل 56 إلى 1666
لعملاء فودافون أرسل ميدان أو 125 الى 9999