الارهاب لا دين له
للحرية ... طريق
بعد إعلان الزيادة .. ننشر أسعار شرائح الكهرباء الجديدة            مضاعفة غرامات سرقات الكهرباء بعد تطبيق الزيادة الجديدة فى يوليو المقبل            معهد الفلك يعلن: رمضان 29 يومًا هذا العام.. وزيادة ساعات الصيام تدريجيًا            المرور: كاميرات مراقبة لرصد المخالفات وإرسالها للسائقين على الهاتف المحمول            
اﻷكثر تصفحـــــاً

Instagram
SMS
رجل يسابق الزمن
جريدة ميدان التحرير - ياسر رزق يكتب: - 8 مايو 2014 الساعة 10:37 صباحاً
لم يختلف المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي الذي التقيته أمس مع زملائي رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف، عن اللواء أركان حرب عبد الفتاح السيسي الذي قابلته لأول مرة بعد أسابيع معدودة من قيام ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١.

وجدته كما عرفته وشاهدته في لقاءات ممتدة خلال السنوات الثلاث الماضية.. رجلا صاحب أفكار مرتبة، عبارات منتقاة، ألفاظ مهذبة. يأسر من يحدثه بوطنية جارفة، ومشاعر فياضة، ووجه بسام ضحوك، يشي بطيبة نابعة عن مقدرة وثقة بالنفس.

وجدته نفس الرجل الهادئ المنضبط، الذي يفر منه خجله الفطري، أمام صرامة لا يستطيع أن يقمعها، وحسم لا يقدر أن يداريه، اذا كان الأمر يتعلق بمبادئ وثوابت ومواقف فاصلة.

الاختلاف الوحيد، غير الزي المدني، أنني رأيت رجلا يسابق الزمن ويريد أن يسبق عقارب الساعة. فما يتم في سنوات يجب ان ينتهي في شهور، وما يستغرق أسابيع لابد أن ينجز في أيام.
هو لايري فيما يري النائم، عنده تجربته الفريدة في القوات المسلحة، كقائد عام استطاع ان يحقق في ١٨ شهراً، ماكان مقدراً له أن يتم في عشر سنوات
***
٢٥٠ دقيقة استغرقها لقاء المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، مع رجال الصحافة.

آثر السيسي أن يدخل مباشرة الي الحوار دون مقدمات، حتي لايكرر ماقاله في لقائه الأول بالإعلاميين، ثم لقائه التليفزيوني.
فضّل أن يستمع أكثر مما يتكلم، وأن يجيب علي الاستفسارات إجمالاً، لأن الوقت مهما طال فسوف يضيق.

كان السيسي صريحاً وهو يقول: أنا مستدعي لوطن في خطر، وكنت غير راغب في خوض الانتخابات، لكني قررت الترشح حتي لايقال: لقد طلبناه وأدار لنا ظهره.
يعلم بأن الحمل ثقيل .. يقول:، لن أقدر وحدي علي أن أحمله، ويخاطب المصريين: «عندنا مشكلة كبيرة وماليش غيركم».

يعرف السيسي حجم المشكلة الوطنية وأبعادها ويدرك قدر تطلعات الناس، ويعلم أن الزمن غير موات، لذلك يقول: «ليس عندي ترف أن أدخل في ملف دون آخر. لابد من السير في جميع الملفات بالتوازي».
***
قمة أولويات السيسي هي تحقيق العدالة الاجتماعية، لديه مشروعات لايريد الافصاح عنها الآن لتخفيف معاناة الفقراء والمهمشين، لكنه يسرد أمثلة عن إجراءات لخفض أسعار السلع والخضراوات عبر إنشاء أسواق جملة ومنافذ متنقلة لضرب الجشع والحد من الوسطاء والسماسرة.
يدعو السيسي إلي الرفق بالفقراء والغلابة ومحدودي الدخل، ويراهن علي «قوي خير» لدي الناس يريد استدعاءها، فإذا لم تحضر، هناك حلول أخري متوافرة. وحذر بوضوح من «العوز» ونزول المحتاجين إلي الشوارع.

يتوقع السيسي أن يشعر الناس بتغير واضح في حياتهم نحو الأفضل بعد مرور عامين، لو قدر له أن يتولي الرئاسة، ويتوقع من المواطنين - وبالأخص الإعلام - أن يعطوا مهلة لحكومته وفريقه الرئاسي الذي يعكف علي تشكيله من عناصر ذات كفاءة، مهلة مدتها أربعة أشهر قبل المحاسبة.
كان السيسي قاطعا في حديثه عن اتخاذ إجراءات ضد «مراكز الفساد»، وضد «مافيا الأسواق»، وقال وهو يطرق المنضدة: « مافيش حاجة عندي اسمها مافيا».

كان واضحا في كلامه من إعطاء دور أكبر للدولة، بكل مؤسساتها بما فيها القوات المسلحة من أجل التخفيف عن المواطنين، وقال: «القوات المسلحة لاتبخل علي الشعب بدمائها، فهل تبخل عليهم بمالها؟ .. فلوس الجيش هي فلوس مصر».

كان صريحا أيضاً وهو يؤكد علي تطوير القطاع العام بشركاته التي يزيد عددها عن مائة شركة، وإغلاق ملف الخصخصة، مشيراً إلي أن المواطن المصري في سنوات الخمسينيات والستينيات كان يعيش رغم ضآلة دخله بشكل كريم.

***
لايريد السيسي أن يؤسس حزباً أو أن يحسب علي حزب دون آخر، ويدعو الأحزاب الي التكتل في كيانات قوية. يبدو واقعيا وهو يطلب عدم مقارنة الحالة الديمقراطية التي تعيشها مصر بديمقراطيات عريقة عمرها ٢٠٠ عام أو ٣٠٠ عام، ويقول إن أمامنا سنوات حتي تسير تجربتنا الديمقراطية كما ينبغي.

يشير السيسي إلي مايتردد عن عودة رموز الوطني والإخوان.. قائلا: لا اتفاقات مع أحد. وقيمي ومبادئي لاتقبل هذا علي الإطلاق.

ويرد علي أحاديث المصالحة قائلا: «لا أحد يكره المصالحة بين الناس وبعضها البعض، لكننا لن نسير عكس اتجاه الرأي العام. فالذي يستحق الترضية والمصالحة والاعتذار هو الشعب المصري».
ويقول إن المجتمع المصري غير مستريح لتيار الاسلام السياسي ليس لأنه كاره له، ولكن لأنه خائف علي حاضره ومستقبله .

يصف السيسي الدولة المصرية بأنها في أضعف حالاتها. يحدد الهدف الوطني في الحفاظ علي الدولة واستنهاض الهمم حتي ترجع الدولة المصرية أعز مما كانت وأكرم.. يسأل هل هذا ممكن؟، ويجيب علي سؤاله: «نعم إن شاء الله» باحتشاد الناس والاصطفاف الوطني.
يسأل مرة أخري: هل هناك ضمانة؟ .. ويجيب: «إنها شعب مصر.. إذا قال لي «امشي».. لن أُثَنِّي كلمته».

.. وخرجت من لقاء الأمس، كما خرجت من لقائي الأول معه منذ ثلاث سنوات، وأنا أقول: هذا هو الرجل.



**تمتع بمزيد من الاخبار العاجلة عبر خدمة SMS من جريدة "ميدان التحرير:
لعملاء إتصالات أرسل 56 إلى 1666
لعملاء فودافون أرسل ميدان أو 125 الى 9999