الارهاب لا دين له
للحرية ... طريق
بعد إعلان الزيادة .. ننشر أسعار شرائح الكهرباء الجديدة            مضاعفة غرامات سرقات الكهرباء بعد تطبيق الزيادة الجديدة فى يوليو المقبل            معهد الفلك يعلن: رمضان 29 يومًا هذا العام.. وزيادة ساعات الصيام تدريجيًا            المرور: كاميرات مراقبة لرصد المخالفات وإرسالها للسائقين على الهاتف المحمول            
اﻷكثر تصفحـــــاً

Instagram
SMS
بوكسر العيد
جريدة ميدان التحرير - بقلم : شريف سعيد - 15 يوليو 2014 الساعة 1:42 مساءً
منذ سنوات ، كان أثير ( البرنامج العام ) هو المرافق التقليدي لإفطار المصريين برمضان ، الفزورة الشهيرة للإذاعية “آمال فهمي” ، من بعدها برنامج رائع لزميلها “عمر بطيشة” ، ثم المسلسل المحترم ، لا شيء يبقى على حاله ، أغلق المصريون ( الراديو ) ساعة الغروب و نزحوا نحو ( الفضائيات ) !! بمرور الوقت لم يعد السلام مخيما على موائدهم كما كان !! صاروا فريسة لحملات إعلانية تحاصرهم بين ( خط الفقر ) و أسوار ( المستوطنات ) !!
في وطن يسكن القبور !! تداهمك إعلانات لفيلات و وحدات سكنية بتلك المستوطنات الجديدة التي يسمونها ( كومبوندز ) !! مع وعد كوميدي أسود بألا يتجاوز سعر المتر خمسة ألاف جنيه !! و إن لم يكن حسابك البنكي مستعدا لتلك الدعاوى ، فلن تجد سوى إعلانات الفقر و الجوع و المرض !! يبدو أن خطر تآكل الطبقة الوسطى قد وقع بالفعل !!
أكاد أجزم أن من تبقى من الطبقة الوسطى على قيد الحياة !! سيتناول إفطار رمضان مكدرا بعدما “سمموا لقمته” !! و أجبروه على الأكل وسط أسرته إما ( محبطا ) لعجزه عن تحقيق ما يراه بالإعلان !! أو ( خائفا ) من هول أن يأتي عليه الغد و هو ضمن هؤلاء الذين ينتظرون التبرع لسد جوعهم أو علاج طفلهم !! فيصبح هو نفسه بطلا لإعلان جديد !!
هذا المشهد الإعلاني العبثي الذي تعيشه مصر الأن هو تطور طبيعي لمشهد كنا نعيشه قبل أعوام !! حينما كادوا أن يجعلونا “شعبا زبالا بطبيعته” !! صارت بيوت المصريين حينها مقالبا لأكياس مساحيق الغسيل و أغطية علب السمن و أغلفة الحلوى !! كانوا بانتظار من يطرق على بابهم و يمنحهم زيارة لبيت الله أو جنيها ذهبيا !! مرت الأيام و لم يطرق على الباب أحد !! الأحلام مقابل القمامة مقايضة لا تستقيم في وطن يعيش !!
في النهاية ، يجب أن أترحم على سنوات كانت أكثر إعلاناتها تعقيدا لحياة المصريين هي ( جزمة أميجو اللي بتنور ) !! الأن لا أدري بالفعل أيهم أكثر حظا ؟؟ هذا الذي سينقطع عن منزله التيار الكهربائي ، ليتحسس في سلام إفطاره وسط الظلام !! أم هذا الذي سيشاهد الفضائيات أثناء الطعام ليواجه إعلانات الإحباط أو الخوف !! فلا يجد ما يناسبه من بينها سوى شراء “بوكسر” مزركش للعيد !!


**تمتع بمزيد من الاخبار العاجلة عبر خدمة SMS من جريدة "ميدان التحرير:
لعملاء إتصالات أرسل 56 إلى 1666
لعملاء فودافون أرسل ميدان أو 125 الى 9999