الارهاب لا دين له
للحرية ... طريق
بعد إعلان الزيادة .. ننشر أسعار شرائح الكهرباء الجديدة            مضاعفة غرامات سرقات الكهرباء بعد تطبيق الزيادة الجديدة فى يوليو المقبل            معهد الفلك يعلن: رمضان 29 يومًا هذا العام.. وزيادة ساعات الصيام تدريجيًا            المرور: كاميرات مراقبة لرصد المخالفات وإرسالها للسائقين على الهاتف المحمول            
اﻷكثر تصفحـــــاً

Instagram
SMS
للرجال فى الجنة حور العين.. فماذا للنساء؟
جريدة ميدان التحرير - علاء عريبي - 16 يوليو 2014 الساعة 9:54 صباحاً
فى نهاية السبعينيات كنا نجلس على كافيتريا كلية الآداب، وتطرقنا فى الحديث إلى الجنة، قال أحد الزملاء موجها حديثة للزميلات: ربنا خلق لنا حور العين علشان نتمتع، فردت إحدى الزميلات بكل ثقة: إحنا يا بنى الحور العين، قال آخر: لا طبعا دى مخلوقات للجنة ولم يمسسها بشر، ردت زميلة باندهاش: طب وإحنا؟ رد عليها أحد الزملاء: أنتم هيعذّبوا بيكم الكفار.

وضحكنا وتحول الحديث إلى موضوع آخر. وبعد سنوات فى جلسة مع بعض الأصدقاء فى العمل، تكرر نفس الحوار وتردد نفس السؤال: طيب وإحنا؟ هذه المرة رن السؤال كالجرس، وانتبهت لأول مرة أن هناك مشكلة حقيقية، بالفعل: وهن؟ إذا كان الله خلق حور العين ليمتّع الرجال فى الجنة، ماذا عن الفتيات والنساء؟ ما الذى خلقه الله عز وجل ليجزى المؤمنات العابدات الصالحات؟

عدت إلى القرآن والسنة النبوية ولبعض كتب التفاسير، وللحق لم أصل لإجابة مقنعة نستطيع أن نرد بها على سؤالهن: وإحنا؟ كل ما توصلت إليه ورود ذكر الحور العين بالقرآن الكريم فى أربعة مواضع.

الأول فى قوله تعالى: «كذلك وزوجناهم بحور عين» (الدخان- 45)، الثانى فى قوله: «وزوجناهم بحور عين» (الطور- 20)، الثالث: «حور مقصورات فى الخيام» (الرحمن- 2)، الرابع: «وحور عين» (الواقعة- 22)، وبالنسبة إلى السُّنة الشريفة فقد عثرت على ما يقرب من ستة أحاديث لم يرد أحدها فى البخارى ومسلم.

وأهم ما انتهيت إليه أن معظم ما قرأت فى التفاسير أو فى الفتاوى مجرد ظنون واجتهادات ذكورية، تبرر وتعلل وتقرّ ما جاء فى القرآن الكريم، على سبيل المثال سئل الشيخ رشيد رضا صاحب المنار من محمد أفندى مهدى سليمان بميت القرشى (تتبع مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية): تعلمون أن أهل الجنة يدخلونها بفضل الله ويتقاسمونها بالأعمال؟ فما بال الرجل من أهلها يمتاز على المرأة بالحور العين الحسان يتمتع بهن وينعم بقربهن، فهل فى ذلك من حكمة؟

أجاب الشيخ رشيد بقوله: الحور العين هم نساء الجنة، وما من امرأة تدخل الجنة إلا ويكون لها فيها زوج، فالتمتع بلذة الزوجية مشترك، إذ لا زوجية إلا بين ذكر وأنثى، ولعل سبب السؤال توهم أن وصف الحور العين خاص بنساء يُخلَقن فى الجنة، وأن نساء الدنيا لا يكنَّ حورا عينا فى الجنة، ولا دليل على ذلك.

شهوة طاغية

سُئل الشيخ عطية صقر: إذا كانت الحور العين جزاء للمؤمنين فى الجنة فماذا يكون جزاء المؤمنات؟

أجاب: ليكن معلوم أن قوانين الآخرة لا توافق دائما قوانين الدنيا، فالأكل هنا هو للشبع وتتبعه فضلات قذرة، وليس الأمر كذلك فى الجنة، والزواج هنا للحاجة إلى النسل ولا حاجة إليه فى الجنة، وإن كانت للبعض رغبة فى الولد فلا يتحتم أن يكون عن طريق الولادة، كما قال بعض العلماء «مشارق الأنوار للعدوى ص 186».

التركيز على نعيم الرجل فى الجنة لأن شهوته طاغية، فهو طالب لا مطلوب، فوعده الله بما يحقق رغبته فى هذه اللذة إن جاهد نفسه وعفّ عن الحرام، أما المرأة فشهوتها ليست طاغية كما يقول المختصون، وإن اشتدت فى فترة نضج البويضة يوما أو يومين فى الشهر، فهى فى غالب أيامها مطلوبة لا طالبة. وما قيل من أن شهوتها أقوى من شهوة الرجل بنسبة كبيرة، فليس عليه دليل صحيح، والواقع خير دليل. ومع ذلك فلا تُحرم المرأة من هذه اللذة فى الجنة، وستكون مع زوجها ذلك «إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون، هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون» (يس- 55، 56)، ومن لم تتزوج إما أن يزوجها الله، حيث لا يوجد عزب فى الجنة كما فى الحديث السابق الذى رواه الشيخان، وإما أن يمتعها بلذة أخرى تقنع بها.

قد يكون هناك تعويض عن هذه اللذة بالقناعة بمنزلتها عند زوجها وبمتع أخرى يعلمها الله وحده «وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين» (الزخرف: 71). وقد قيل: إن الله يكسوها جمالا لا تحس معه نقصا بالنسبة إلى الحور العين، وأن لها السيادة عليهن، وهى لن تحب رجلا غير زوجها كالحور العين قاصرات الطرف.

الرجل أفضل

سيدة سعودية كتبت لمفتى مركز الفتوى قالت له: أريد أن أستفسر عن ثواب المرأة فى الجنة؟ هل تحصل على ما تريد دون أى استثناء؟ وهل ستسكن فى قصرها أم فى قصر زوجها؟ وهل هى مطالبة بحبّ زوجها فقط لا غير؟ وهل الرجل أفضل من المرأة فى الجنة أيضا؟ يعنى مثلا نحن الآن فى وقت لا حروب فيه أى أن الرجل لا يجاهد فى سبيل الله فى الوقت الحالى، وهذا هو الشىء الوحيد الذى يجعل الرجل أفضل من المرأة عند الله تعالى، لكن مع استقرار الأوضاع والأمان لا يوجد جهاد فى سبيل الله، ولا توجد حروب إذن لننظر إلى الأمر من كل الزوايا، فالرجل ينفق على الأسرة، بينما المرأة تعتنى بشؤون البيت، والرجل له الحق فى الزواج من أربع نساء، مقابل أنه يمنح الأرامل والمطلقات فرصة الزواج منه، ومن الواجب عليه أن يعدل بينهن وينفق عليهن، وأنا أرى أن هذا قمة العدل والمساواة بين الرجل والمرأة فى الإسلام، رغم أن الواقع يختلف تماما عن هذا لكن لا بأس، أما الوضع فى الجنة، الرجل يكون فى أحسن صورة والمرأة أيضا تكون فى أحسن صورة، والرجل يمتلك حدائق وقصورا والمرأة أيضا ستمتلك حدائق وقصورا، والرجل سيرتدى الحرير والجواهر والمرأة سترتدى الحرير والجواهر، والرجل سيشرب الخمر والمرأة أيضا ستشرب الخمر، والرجل سيلتقى زوجته التى كانت معه فى الدنيا ويمتلك الحور العين، والمرأة ستلتقى زوجها الذى كان معها فى الدنيا وستملك؟ أرأيت؟ هناك شىء ما ناقص، فهل يعقل أن الله تعالى ظالم والعياذ بالله؟! بحثت فى الكثير الكثير من المواقع ولم أجد كلمة أضعها مكان الفراغ، فهل هم الولدان المخلدون؟ أم حور عين زوجها كوصيفات؟ أم ماذا؟ لا أعرف المهم يوجد شىء ما ناقص غير موجود لا فى القرآن ولا فى السنة يدّعى بعض الشيوخ أن الله لم يجعل هناك أى شىء مكان هذا الفراغ بدعوى أن شوق المرأة للرجل أقل من شوق الرجل للمرأة، وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، فقد أثبتت الدراسات أن شهوة المرأة أكبر من شهوة الرجل بسبعة أضعاف، فتستطيع المرأة أن تقيم علاقة مع سبعة رجال فى الوقت نفسه، بينما الرجل لا يستطيع ذلك، والفتاة الأوروبية تقيم علاقة مع أكثر من شخص وهى لا تزال فى الثالثة عشرة، وكون المرأة العربية المسلمة تخاف ربها وتلتزم بتعاليم الإسلام وتخاف على غشاء البكارة، بينما الرجل لا يلتزم بتعاليم الإسلام لا يعنى أن شهوة الرجل أكبر من شهوة المرأة، بل إن التزام المرأة بدينها يجعلها تكبح رغباتها، وصحيح أن الرجل هو من يطلب المرأة، لكن المرأة لن توافق إذا لم تكن لديها شهوة هى أيضا.

الإجابة: اعلمى أولا أن العدل أن يعطى كل ذى حق حقه، وهذا ما فعله الإسلام مع المرأة حيث منحها حقوقها كاملة، وأما المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة فليست من العدل فى شىء، ومن أين لك أن الإسلام إنما فضّل الرجل على المرأة لمجرد كون الرجل يجاهد فى سبيل الله، والمرأة ليست كذلك، فهذا فقه لم نسمع به من قبل، والله تعالى يقول: «الرجال قوَّامون على النساء بما فضَّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم» (النساء- 34)،

ولكن تنبهى إلى أن من الخطأ أن تقاس الحياة الآخرة على الحياة الدنيا، فليست هذه من تلك فى شىء، فلا يقال فى الجنة إن الرجل أفضل من المرأة أو إن المرأة أفضل من الرجل، كما أن أهل الجنة كل واحد منهم قانع بما هو فيه، فلا يتطلع إلى ما عند غيره ليتم له النعيم المقيم فى الجنة.

مجرد سؤال

تلقى مفتى مركز الفتوى هذه الرسالة من إحدى السيدات، نورد نصها لأهميتها: فى إحدى الفتاوى عن ماذا فى الجنة للنساء؟ أفتيتم أن الله ميّز الرجل فجعل له حور العين وزوجاته فى الدنيا، وهذه مصيبة الأبد، فقد قال تعالى بكل وضوح: «إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، فكيف تدعون أن الله ميَّز الرجل وكرمه عن المرأة لمجرد أنه رجل؟ هذا أولا. وثانيا: من الذى يجزم بأن المرأة ستتزوج زوجها فى الجنة؟ فحديث الصحابى ابن حذيفة رضى الله عنه الذى استشهدتم به فى غير موضع حديث ضعيف، وحديث المرأة لآخر أزواجها الذى صححه الألبانى رحمه الله حديث ضعيف أيضا، لكن من المحتمل حسنه، لأنه لم يرد من طريق واحد صحيح، صححه الألبانى بمجموع طرقه، وهو مذهب مشهور للألبانى رحمه الله فى تصحيح الأحاديث، أما هذه الآيه: «جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ»، فما وجه استدلالكم بها على زواج المرأة فى الجنة من زوجها؟ نعم سيدخل معها الجنة، لكن من أين الجزم بأنه سيتزوجها هناك؟ فهذه الأمور الغيبية لا يجوز الخوض فيها إلا بنص صريح رحمكم الله، وقد فوجئت بكم تشترطون على المرأة أن لا تتزوج بعد زوجها كى تتزوجه فى الجنة وقد صعقت لما قرأت قول تعالى: «لهم فيها ما يشتهون»» فما يشتهون، فمن تشتهى أن تتزوج زوجها الأول سيكون لها ذلك، ومن تشتهى أن تتزوج ملاكا سيكون لها ذلك، بأى حق تأتون وتعكسون الآية وتقولون: ليس لكم فيها ما تشتهون؟


**تمتع بمزيد من الاخبار العاجلة عبر خدمة SMS من جريدة "ميدان التحرير:
لعملاء إتصالات أرسل 56 إلى 1666
لعملاء فودافون أرسل ميدان أو 125 الى 9999