الارهاب لا دين له
للحرية ... طريق
بعد إعلان الزيادة .. ننشر أسعار شرائح الكهرباء الجديدة            مضاعفة غرامات سرقات الكهرباء بعد تطبيق الزيادة الجديدة فى يوليو المقبل            معهد الفلك يعلن: رمضان 29 يومًا هذا العام.. وزيادة ساعات الصيام تدريجيًا            المرور: كاميرات مراقبة لرصد المخالفات وإرسالها للسائقين على الهاتف المحمول            
اﻷكثر تصفحـــــاً

Instagram
SMS
البرادعى: الجيش تلاعب بالموقف واطلق النيران على الإخوان
جريدة ميدان التحرير - وكالات* - 25 يناير 2015 الساعة 9:18 مساءً
خرج الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية السابق، عن صمته كاشفًا عن خبايا وتفاصيل الفتره التى أعقبت أحداث 3 يوليو، وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، عن سدة الحكم، كما كشف خلال حواره مع صحيفة "دى بريس" النمساوية، فى 24 يناير 2015، ليلة الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، عن تفاصيل التصالح مع الإخوان والتى أفسدها تصرفات قائد القوات المسلحة فى ذلك الحين، مؤكدًا أن الإخوان كانوا قد وافقوا على فض اعتصامى "رابعة والنهضة"، ولكن استخدام العنف كان هو السبيل الذى اختاره المسؤولين حينها.. وإلى نص الحوار:

- منذ 4 سنوات سافرت من فيينا إلى القاهرة للمشاركة فى الربيع العربى ببلدك و منذ أغسطس الماضى عدت إلى فيينا ما الخطأ الذى حدث بمصر ؟

العالم العربي كان ولا يزال يتطلع للكرامة وفي القرن الحادي والعشرين أصبح لا يحتمل الأنظمة القمعية.. العالم تغير والأجيال الجديدة تطالب بالحرية.. سقطت الأنظمة في تونس ومصر واليمن .

- اليوم هناك فوضى فى الشرق الأوسط بعد عودة الماضى ؟

ربما نحن متفائلون أكثر من اللازم.. مشكلة أي ثورة هي الإتفاق علي مابعدها.. فأنت لا تبدأ في فراغ.. في مصر الإخوان المسلمون وحدهم كانوا منظمين منذ 80 عاما وهم يعملون ولكن من تحت الأرض.. وهناك الجيش وهو في السلطة منذ 60 عاما ويتمتع بإمتيازات لا يريد التخلي عنها .

- الآن الإخوان المسلمون مرة أخرى تحت الارض و الجيش فى السلطة ؟

هذه ليست نهاية القصة.. فى أوروبا استغرقت الحروب الدموية 3 قرون لفك الاشتباك بين الدين و الوطن و العرق و تمهيد الطريق للديمقراطية فالتغيرات الاجتماعية لا تحدث فى خط مستقيم و لكن فى حركة دائرية و بعد الثورات تحدث الثورات المضادة.. الشباب الذى قاد المظاهرات فى ميدان التحرير يشعر بخيبة الأمل.. يطالبون بالحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة ونهاية للفساد.. و الان هناك قوانين قمعية و منع للتظاهر والاعتقال لمجرد الشك .

- معنى ذلك أننا نشهد عودة للنظام المصرى السابق ؟

العديد من الوجوه و الأفكار القديمة عادت.. و لكن عودة النظام كما كان مستحيل لأن ثقافة الخوف انتهت، فى غضون عشرون عاما النخبة ستكون تلاشت.. و الشباب سيتولوا السلطة.. السؤال هل سيكونوا جاهزين هذه المرة.. فى عام 2011 لم يكن هناك مؤسسات ديمقراطية وكان ينبغى أن يعملوا معا .. ففى النظم الديكتاتورية يجب أن تطعن جارك فى ظهره بسكينة كى تتقدم ألى الأمام .

- هناك طبقة متوسطة ليبرالية و لكن مصر فى حالة استقطاب شديدة ؟

المجتمع المصرى غاضب جدا و يعانى من الاستقطاب الشديد.. الإسلاميون لن يتبخروا فى الهواء ومن الخطأ دفع الإخوان المسلمين للعمل تحت الأرض.. وللتقدم يجب إدماج الاسلام السياسى.. من يدفع الإسلاميين تحت الأرض يزرع العنف والتطرف، من دروس الربيع العربى أننا نحتاج للوحدة الوطنية، والاحتواء كما هو الحال فى تونس، الإسلاميين هناك فى البرلمان وهو عكس التشويه الذى نراه للإسلاميين فى مصر اليوم.

- لكنك دعمت الانقلاب ضد الرئيس الإسلامى محمد مرسى ؟

كنت مع انتخابات رئاسية مبكرة بالتنسيق مع قطر و الإمارات، والاتحاد الأوروبى، وأمريكا لأن الرئيس مرسى لم يكن قادرًا على الامساك بالأمور .

- هل كنت مع دخول مرسى للانتخابات من جديد؟

كان يجب أن يدخل الانتخابات من جديد، لقد اخطأ عندما رفض الانتخابات الرئاسية المبكرة، لأنه كان سيذهب و سيبقى الإخوان المسلمون، وأسبوع بعد 3 يوليو تم دعوة الإخوان المسلمون لمناقشة المصالحة، ولكن تم القبض على مرسى فلم يأتوا.

- لماذا قبلت منصب نائب الرئيس بعد الانقلاب؟

كنت أريد منع حربا أهلية.. البلاد كانت منقسمة تماما فى ذلك الوقت والملايين فى الشوارع، والعملية كانت تتطلب انتخابات، وحل سياسى، ولكن الجيش تلاعب بالموقف و لم يفعل، لقد اطلقوا النيران على المعتصمين الذين ينتمون للإخوان المسلمين، رغم وجود نوايا طيبة لفض الاعتصامات بشكل سلمى، وعندما تم استحدام العنف فلم يعد لى أى دور اقدمه.

- أذن لقد اتخذوك ستارًا لإخفاء نواياهم؟

نعم.. و لكن كان عليهم أن يفهموا يوم 3 يوليو أننى قبلت بمنصب نائب الرئيس لمنع إراقة الدماء واعلنت بكل وضوح أننى ضد كل أشكال العنف .

- مع من تكلمت؟ هل تحدثت مع السيسى؟

كنت اتحدث معه باستمرار، واتحدث أيضا لكاترين اشتون، وجون كيرى، وكان السيسى يقول أنه يريد حل سياسى.. ماذا حدث بعد ذلك؟ لا أدرى!.

- بعد الاستقالة اتهموك بالخيانة هل تم تهديدك؟

تلقيت تهديدات كثيرة.. و فى أجواء من العنف شخص مثلى ليس له فائدة فقررت الابتعاد عن مصر وعدت إلى فيينا.

- ما مدى خطورة الإسلاميين فى مصر؟

لديهم رؤية والسؤال المطروح، هو ما مدى النفوذ الدينى فى الحكم، فى 2012، كان هناك دستور دينى لحد بعيد رفضه 50% من المصريين على الأقل و كان من أسباب فشل مرسى لأنه ساهم فى الاستقطاب.

- عمل الإخوان على الاسراع بالانتخابات بعد انتهاء الثورة مباشرة على حساب إقرار الدستور؟

العملية برمتها كانت خطأ.. فعندما يكون هناك عدم توافق على القيم الاساسية لا يمكن الوصول للسلام الاجتماعى، الانتخابات بلا دستور أدت إلى كارثة، كان يجب على مصر أن تقرر أولا دور الدين فى الحياة السياسية، و هو السؤال الذى بقى بلا إجابة فى العالم الإسلامى على مدار 14 قرنا.

- هل بقى لمصر فرصة؟

فى بلاد بلا تقاليد ديمقراطية يجب أن يعمل الجميع معا لبناء المؤسسات، تونس و حزب النهضة أدركوا ذلك، واتمنى أن تكون تونس نموذج يحتذى به.