الارهاب لا دين له
للحرية ... طريق
بعد إعلان الزيادة .. ننشر أسعار شرائح الكهرباء الجديدة            مضاعفة غرامات سرقات الكهرباء بعد تطبيق الزيادة الجديدة فى يوليو المقبل            معهد الفلك يعلن: رمضان 29 يومًا هذا العام.. وزيادة ساعات الصيام تدريجيًا            المرور: كاميرات مراقبة لرصد المخالفات وإرسالها للسائقين على الهاتف المحمول            
اﻷكثر تصفحـــــاً

Instagram
SMS
من هنا دخل النبيّان إبراهيم ويوسف إلى مصر
جريدة ميدان التحرير - وكالات* - 22 يناير 2017 الساعة 10:28 صباحاً
الفرما هي منطقة بشمال سيناء في مصر، وهي النقطة التي دخل منها النبي إبراهيم والنبي يوسف وإخوته أبناء النبي يعقوب والصحابي عمرو بن العاص إلى مصر.

يقول خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء، إنّ "مدينة الفرما بشمال سيناء هي المدينة التى ذكرت فى القرآن حين طلب النّبي يعقوب من أبنائه أن لا يدخلوا مصر من باب واحد بل من أبواب متفرّقة، وقد دخلوا مصر آمنين: "فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"، وهي المدينة التي عبرها النبي إبراهيم والنبي يوسف قادمين إلى مصر، كما أنّها المدينة التي عبرتها العائلة المقدسة قادمة من فلسطين بطريق رفح – الفرما، وهي المدينة التي استقبلت المسلمين فاتحين حيث انتشرت الحضارة الإسلامية في مصر".
ويشير ريحان إلى أنّ "اتساع المنطقة يدلّ على عظم المدينة وأهميتها، ممّا يطابق ما كتب عنها حيث كانت مفتاح مصر من الشرق ويصفها نعوم بك شقير بأنّها خرائب مدينة متسعة وقلعة عظيمة مبنية بالطوب الأحمر والحجارة المنحوتة والعمد الجرانيتية، وتقع على الضفة اليمنى للفرع البليوسي بالقرب من مصبه بالبحر المتوسط، وهذا الفرع قد جفّ من عهد بعيد. ويقع تلّ الفضة على بعد 2.5 كم شمال المدينة وقلعة الطينة على بعد 2.5 كم جنوب المدينة، وكانت قديماً من أشهر مدن مصر البحرية وأكثرها عمارة، ويدل تاريخ هذه المدينة على أنّها عريقة جداً في القدم وأن أهلها الأصليين كانوا من البحارة الفينيقيين".

ويتابع ريحان بأنّه "في طريق الفرما سار الصحابي عمرو بن العاص لفتح مصر سنة 19هـ (640م)، فنزل العريش ثم أتى الفرما. والفرما كانت حصناً على ضفة البحر يحلّ إليه ماء النيل بالمراكب من تنيس ويخزن أهله ماء المطر في الجباب، وبنى بها الخليفة المتوكّل حصناً على البحر تولى بناؤه عنبسة بن اسحق أمير مصر فى سنة 239هـ (853م) عندما بنى حصن دمياط وحصن تنيس".
وتضم الفرما، بحسب ريحان، العديد من الآثار الرومانية والمسيحية والإسلامية، ومنها مسرحاً رومانياً متكامل العناصر المعمارية، وهو الوحيد بمصر كلّها حيث أنّ مسرح الإسكندرية صالة استماع فقط وهو مبني بالطوب الأحمر والأعمدة الجرانيتية. مدرجاته بنيت بالطوب اللبن وغطيت بالرخام الأبيض، ويتسع لحوالي 9 آلاف متفرج. كما تضم قلعة لها سور كبير مبني بالطوب الأحمر وخزانات مياه ومنطقة صناعية لصناعة الزجاج والبرونز والفخار، وقلعة حصن الطينة على البحر المتوسط التي بناها الخليفة العباسي المتوكل، وتولى بناؤها عنبسة بن اسحق أمير مصر في سنة 239هـ (853م) عندما بنى حصن دمياط وحصن تنيس.

وكانت الفرما في الماضي محطة للتجارة بين الشرق والغرب من القرن الأول حتى القرن السابع الميلادي، وكان بها أنشطة تجارية محلية وبعضها كانت موانئ هامة وبعضها كانت نقاط عسكرية لحماية قوافل التجارة، وبعضها كانت نقاط جمارك، وكان بها صناعات مثل النسيج والزجاج وبناء السفن والصيد وحفظ الأسماك، وكانت تمثل مراكز تجارية للتجارة مع فلسطين وشمال إفريقيا وقبرص وآسيا الصغرى واليونان وإيطاليا.

ويطالب الدكتور ريحان بـ"تطوير منطقة الفرما بأعمال ترميم للآثار المكتشفة على طول الطريق وإعدادها للزيارة كمواقع للسياحة الثقافية والدينية، وتزويدها بالخدمات السياحية، وتمهيد الطرق لتيسير الدخول للموقع الأثري بالفرما، وإنشاء ميناء بحري بها ومطار والترويج لها داخلياً وخارجياً لإنعاش منطقة شمال سيناء سياحياً لتكون سيناء بأكملها جنوبها وشمالها منطقة جذب سياحي، وذلك لتحقيق منظومة تكامل المقومات السياحية بسيناء من سياحة آثار وسياحة دينية ورياضات بحرية، علاوة على السياحة العلاجية والبيئية، وتحويل هذه المحطات لمراكز تجارية وصناعية كما كانت فى سابق عصرها".