اﻷخبار
قائد قوات الدفاع الجوى: قادرون على حماية سماء مصر

قدرى الحجار - 29 يونيو 2011 الساعة 6:08 مساءً

اكد الفريق عبدالعزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوى ان الدفاع الجوى قادر على حماية السماء المصرية ضد اى اعتداء خارجى , وكشف سيف الدين عن تفاصيل جديدة عن حرب الاستنزاف , وقال " أثناء حرب الإستنزاف خاصة فى المراحل الأخيرة منها ... رغم إدارة العمل القتالى فى ظروف صعبة وقاسية وتحت ضغط هجوم متواصل من العدو الجوى ..كيف ترون صمود رجال الدفاع الجوى خلال حرب الإستنزاف حتى إكتمال بناء حائط الصواريخ ..؟
بعد الإعلان عن بدء إنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة ... لم يألوا رجالها جهداً ولم يدخروا وسعاً فى سبيل إعداد أنفسهم ومرؤسيهم وتدريبهم بأقصى طاقة ... بالتزامن مع إنشاء حائط الصواريخ الحصين ... وذلك تحت ضغط هجمات العدو الجوية المتواصلة .. فى أوقات متفرقة بأحدث الطائرات (فانتوم ، سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع المتيسرة فى ذلك الوقت ...ومع ذلك وبالتدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية .. فقد تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو عام 70 .. من إسقاط طائرتين من طراز فانتوم ، سكاى هوك .. وتم أسر ثلاثة طيارين إسرائيلين .. وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم .. وعلى إثر ذلك قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مبادرة لوقف القتال .. أطلق عليها مبادرة (روجرز) على إسم وزير خارجيتها بقبول المبادرة فى ليله 7-8 اغسطس 1970 أدى الأمر إلى تسكين الموقف فى جبهة القناه .. ومنع تحرك المزيد من عناصر الصواريخ .. وقد اكتسبت مصر ثقة عالية برجال الدفاع الجوى فى نهاية حرب الإستنزاف ..والتى كان لها الأثر فى إقناع إسرائيل بفشلها فى إسكات شبكة الدفاع الجوى .. ولم يصبح للسلاح الجوى الإسرائيلى حرية العمل كما كان من قبل .
وعبر الجنرال وايزمان (وزير الدفاع فيما بعد) عن ذلك فى مذكراته (على أجنحة النسور) حيث كتب يقول .. سنظل نذكر حرب الإستنزاف هى الحرب الأولى التى لم تنتصر فيها إسرائيل .. وهى حقيقة مهدت الطريق أمام المصريين لشن حرب يوم كيبور (حرب أكتوبر 1973) .
وحول ما قامت به قوات الدفاع الجوى أثناء حرب الإستنزاف قال"خاضت قوات الدفاع الجوي معارك شرسة وغير متكافئة مع القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب الإستنزاف .. وكانت فنون الحرب والقتال التى يجيدها رجال الدفاع الجوى أحد التحديات المستمرة التى يتوقف عليها مصير الحرب كلها .. وقد إستمرت قوات الدفاع الجوى فى تأدية جميع المهام المكلفة بها قبل وأثناء وبعد حرب أكتوبر المجيدة بكل ثقة وإقتدار ..وقد إستطاعت قوات الدفاع الجوى أن تحظى بتطوير معداتها وإمكانياتها خلال السنوات الثلاثة التى أعقبت حرب الإستنزاف .. مما مكنها من صد الهجمات الجوية المعادية فى حرب أكتوبر المجيدة .
سعت 1400 يوم السادس من أكتوبر قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ عبور عدد (250) طائرة مصرية لقناة السويس .. وقامت بتنفيذ مهام محددة شرق القناة .. إشتملت على تدمير مطارات ومواقع الدفاع الجوى ومحطات الإعاقة الإلكترونية ومراكز القيادة المعادية .
وفى ضوء نتائج أعمال قتال اليوم الأول .. كان من المتوقع أن يتركز الهجوم الإسرائيلي على تدمير عناصر الدفاع الجوى فى أماكن إحتلالها .. تدمير الطائرات المصرية فى قواعدها .. بالإضافة إلى قصف القوات البرية المصرية وإجهاض عملية الهجوم .. مع قصف أكثر الأهداف الحيوية للتأثير على سير الحرب .. وقد حاولت القوات الجوية الاسرائيلية تنفيذ هذه المهام ولكنها تكبدت خسائر كبيرة بلغت (44) طائرة .. ويتضح ذلك من تقارير القتال التى صدرت يوم 8 أكتوبر التى إضطلع عليها رئيس الأركان الجنرال ديفيد إلعازر .. ( و كان هذا يعنى أن إسرائيل ستخسر قواتها الجوية خلال أيام ) .
وفي إطار تنفيذ قوات الدفاع الجوي لمهامها خلال حرب أكتوبر 1973 .. تعرضت لهجمات جوية يومية مستمرة .. وقد هاجمت الطائرات الإسرائيلية مواقع الرادار مرات عديدة لإحداث ثغرات فى الحقل الرادارى .. وبالتالى مفاجأة عناصر الدفاع الجوى الإيجابية حيث تحقق الصمود في وجه العدو بتجنب حدوث ثغرات فى شبكة الإنذار .
وقد اختلفت التقديرات فى عدد الطائرات التى خسرتها إسرائيل أثناء حرب أكتوبر .. حيث أعلنت إسرائيل أنها خسرت (102) طائرة فقط .. وقدرت المصادر الغربية أن عدد الطائرات التى دمرها الدفاع الجوى المصري (180-200) طائرة وأعلنت المصادر الشرقية أن إسرائيل فقدت (280) طائرة .
والواقع أن المشكلة الحقيقية بالنسبة لإسرائيل لم تكن في فقدان الطائرات ( التى تم إستعواضها ) ولكن المشكلة الحقيقية كانت هى فقدان الطيارين .
ورغم إختلاف الآراء حول الخسائر فى الطائرات الإسرائيلية فى الحرب ..فقد شهد العالم أن الدفاع الجوى المصري قد استطاع أن يحيد القوات الجوية الإسرائيلية ويمنعها من تنفيذ مهامها القتالية .
وحول نكسة 67 وما اصاب الجيش المصرى من خسائر في تلك المرحلة اكد الفريق عبدالعزيز سيف الدين"خرجت القوات المسلحة المصرية بعد هزيمة يونيو 67 بالعديد من الدروس المستفادة .. أهمها سرعة بناء القوات المسلحة المصرية لإستعادة الأراضي المصرية التي تم احتلالها .. وذلك بالتخطيط والتنظيم العملي السليم .. فكان قرار إنشاء قوات الدفاع الجوي
كقوة رابعة ضمن قواتنا المسلحة تكون مسئولة عن حماية الأهداف الحيوية بالدولة وتجميعات القوات المسلحة بمناطق التمركز على الجبهة المصرية شرق وغرب قناة السويس وفي العمق الإستراتيجي للدولة.
وبدأ أول إختبار حقيقي لقوات الدفاع الجوي حينما بدأت غارات الطيران الإسرائيلي على جبهة القناه وبعض الأهداف الحيوية في العمق .. حيث تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال هذه المرحلة من تكبيد القوات الإسرائيلية خسائر مستمرة في طائراته المروحية التي تقوم بالإستطلاع من الجانب الشرقي للقناه .. وتصحيح نيران مدفعية الميدان علاوة على إسقاط مقاتلاته التي كانت تهاجم مواقع الدفاع الجوي غرب القناه .. مع تنفيذ كمائن بواسطة كتائب الصواريخ التى نجحت في إسقاط العديد من طائرات العدو .
وفي عام 73 وبعبور طائراتنا لقناة السويس إلى أهدافها المحددة .. ووسط هدير آلاف المدافع على إمتداد جبهة القتال تدمر خط بارليف ونقطه الحصينة ... وبدأت معركة الدفاع الجوي أثناء العبور وأثناء إدارة أعمال القتال ... قامت قوات الدفاع الجوي بتأمين أعمال قتال المقاتلات خاصة خلال تنفيذ الضربة الجوية الأولى وهذا الأداء المتجانس والمتكامل أحدث تغييراً فى المفاهيم العسكرية العالمية ، فبالرغم من تطور الطائرات المعادية إلا أننا قد تمكنا من تحطيم أسطورة القوات الجوية الإسرائيلية .. حيث أثبت رجال الدفاع الجوي أن التدريب الشاق والواقعي قبل المعركة كان أهم وأقوى أسلحتهم.. وأن نجاح قوات الدفاع الجوي في هذا اليوم أكد أن ما حدث في يونيو 67 لن يتكرر وأن التاريخ لن يعيد نفسه .
ومن ناحية اخرى اكد الفريق عبدالعزيز سيف الدين ان قوات الدفاع الجوى تواكب دائما عمليات التطوير وما يحدث من طفرات متكررة في التكنولوجيا و إجراء أعمال تطوير وتحديث تتناسب مع متطلبات منظومة الدفاع الجوي المصري طبقاً لعقيدة القتال المصرية .. وأود أن اوضح أن قوات الدفاع الجوى تعى جيداً أن الفرد هو أساس نجاح المعركة .. وعلى ذلك فإن عملية التطوير والتحديث تسير فى محاور متعددة ... تبدأ بإختيار الطالب قبل إلتحاقه بكلية الدفاع الجوى طبقاً لأسس ومعايير دقيقة .. لتقييم وتحديد العناصر التى تصلح للعمل كضابط بقوات الدفاع الجوى .. ويتم تنفيذ سياسة تعليمية راقية لإعداد وتدريب الطلبة بكلية الدفاع الجوى .. تعتمد على إستخدام طرق ووسائل تدريب حديثة ... ويستمر تدريب وتأهيل الضباط بعد التخرج بمعهد الدفاع الجوى من خلال الفرق الحتمية .. ودورة القادة ودورة أركان حرب التخصصية مع إيفاد الضباط فى بعثات خارجية للتدريب على المعدات الحديثة .. وصقل مهاراتهم العلمية .. والتعرف على مختلف العقائد العسكرية وفنون الحروب المختلفة .. والوصول إلى درجة الإحتراف فى إستخدام وتطوير المعدات .. وكذلك تدريب ضباط الصف والجنود بمراكز التدريب التخصصية لقوات دجو .. ومن خلال معسكرات التدريب التى تنتهى بتنفيذ رماية بالذخائر الحية .. ويتم ذلك مع المتابعة المستمرة والدراسة الجادة لكل ما هو موجود وينتج حديثاً على الساحة العالمية من نظم الدفاع الجوى ... والسعى لإمتلاكها إذا كان متوافقاً مع إحتياجاتنا .. ودائماً يرتبط تطوير منظومة الدفاع الجوي إرتباطاً وثيقاً بالتطور التكنولوجى المتلاحق فى أسلحة الهجوم الجوى الحديثة والعدائيات الجوية المختلفة .



اخبار من نفس القسم